شارك مكتب الدراسات ساوثبريدج، ممثلا في السيد حسن بلخياط من الشركاء المؤسسين للمكتب، ضيفا على اجتماع اللجنة رفيعة المستوى المنظم من قبل منصة Devex ومبادرة إم إس دي للأمهات (MSD for Mothers) للأمهات وCountry Connector حول القطاع الخاص في الصحة، والذي انعقد يوم 25 ماي 2023، على هامش أشغال الدورة السادسة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، في جنيف. #WHA76
وقد كان لجائحة كوفيد-19 أثر سلب على صحة الأمهات والأطفال على مستوى العالم بأسره، وهو ما نتج عنه زيادة في نسبة وفيات الأمهات وكذلك المواليد وحالات اكتئاب في صفوف الأمهات. فقد كشفت الأزمة الصحية بشكل خاص على أن العديد من النظم الصحية تشكو كثيرا من الضعف والهشاشة وغياب المرونة. ومن بين أبرز أوجه القصور الكبرى التي كشفت الأزمة عنها هو عدم قدرة العديد من البلدان على الإدارة الكاملة لنظمها الصحية بشكل ناجع وفعال أمام حالة الطوارئ هذا، كما لم تتمكن بعض الحكومات، وخصوصا تلك التي تشكو من أوضاع مالية غير مستقرة، من سد الثغرات في مجال الاستثمارات لتأمين الرعاية الصحية الكافية والمناسبة لفائدة مواطنيها. وهو ما فتح المجال للفاعلين المحليين الخواص حيث تمكنوا من المساهمة في توفير رعاية صحية جيدة للجميع، والاستجابة بالتالي لأهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، لكنه نادرا ما يتم استغلال قدرة هؤلاء الفاعلين على الاندماج.
شهدت هذه الجلسة مشاركة كلا من الدكتورة روبا دات (المديرة التنفيذية والمؤسس المشارك لـ »نساء في الصحة العالمية » (Women in Global Health)، إساتا دومبويا (مديرة الصحة الإنجابية للأمهات وصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال والمراهقين ومركز تميز الأمهات للشركاء في وزارة الصحة بسيراليون)، وسار أميناتو (مدير مركز غرب إفريقيا وبرنامج الدولة للسنغال، PATH)، فيفيان إهيكويزو (المديرة الإدارية لهيئة مراقبة الصحة في نيجيريا) ودافيد،) ودافيد كلارك، الرئيس بالنيابة لوحدة الحكامة وسياسات النظم الصحية بمنظمة الصحة العالمية)، وقد تحدث خلال السيد حسن بلخياط عن الدور المحوري للقطاع الخاص في الولوج العادل واستفادة الأمهات بشكل منصف من الرعاية الصحية الجيدة، من أجل تحسين مستوى صحة الأمهات بشكل أفضل وتقليل معدلات وفيات الأمهات في البلدان ذات دخل منخفض ومتوسط.
في البداية، أشارت الدكتورة روبا دات، إلى الدور القيادي الذي تلعبه النساء في قضايا صحة الأمهات، مذكرة بغيابهن من مناصب المسؤولية ومراكز اتخاذ القرار: « النساء هن من يؤمنّ الصحة سواء على مستويات أعلى، مثل جمعيات الصحة العالمية، أو على المستويين المجتمعي أو الوطني، فيما يتولى الرجال جانب التدبير ».
وبالنسبة لفيفيان إهيكويزو، فإن « صحة الأمهات تشكو من نقص كبير جدا في التمويل، ولهذا السبب يمكن للقطاع الخاص، بل ويجب عليه، أن يلعب دورا مهما لسد هذه الفجوة، في حالة ما إذا كنا نريد فعلا تحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستجابة لها ». خلال كلمتها، سردت بإسهاب قصص نجاح في نيجيريا، حيث أثبت القطاع الخاص نفسه كفاعل رئيسي ومتدخل لا غنى عنه في قضايا الصحة العامة، من خلال تمكنه من سد ثغرات عديدة لا تستطيع الحكومة والهيئات العمومية أن تسدها بمفردها. وفي دعوة منها للعمل والتحرك، شددت المتدخلة بشكل خاص على أهمية المعطيات في مجال الصحة، مشيرة إلى أن « البيانات بمثابة النفط الجديد. والقطاع الخاص يمتلك الكثير من البيانات التي لا يستفيد منها القطاع العام. إن مشاركة هذه البيانات التي يتم جمعها هو بمثابة وسيلة لدعم دور القطاع العام وتشجيعه لاتخاذ القرارات المناسبة والجيدة ».
إن توسيع نطاق الولوج إلى الابتكارات الرقمية في ميدان الصحة والاستفادة منها يمكن أن يؤدي دورا واضحا في تحسين استفادة الأمهات والمواليد من الرعاية الصحية بشكل منصف وعادل، لا سيما في المناطق التي تعاني من قلة الموارد والإمكانيات. فهذه الحلول الرقمية من شأنها المساهمة في سد العديد من مظاهر الفجوة الكبيرة الحاصلة في توفير خدمات صحة الأمهات مع تحسين نجاعة هذه الخدمات من خلال الربط بين كافة الأطراف والجهات المعنية. إلا أنه مع ذلك، فغالبا ما تواجه هذه الحلول إشكاليات مرتبطة بنقص التمويل وتفتقر إلى الدعم الحكومي والمالي اللازم لتنفيذها وتنزيلها على أرض الواقع.
من جانبه، أعرب ديفيد كلارك عن أسفه لغياب موضوع يكتسي أهمية بالغة، مثل صحة الأمهات، عن قضايا وأجندة الجمعيات العليا واجتماعات هيئة الأمم المتحدة، داعيا القادة وصناع القرار إلى النظر في هذا الموضوع بجدية أكبر، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتعزيز العلاقات بين القطاع الخاص والعموم.
في هذا السياق، أكدت أميناتو سار اقتناعها بأهمية الترافع حول هذه القضية، حيث شددت على أنه يظل أقوى وسيلة لتنفيذ مهام تمكين الجميع من الولوج إلى الرعاية الصحية والاستفادة منها على نحو جيد. « بالحكامة الجيدة والتمويلات القوية يمكن لعدد مهم من الأفكار الواعدة أن تتحول إلى برامج ومشاريع مدمجة ومستدامة. إن دور القطاع الخاص في هذه المسألة مهم للغاية، والأمر متروك لنا لتشجيعه على الجرأة والتوجه لتمويل هذا النوع من المبادرات، وتهيئة مناخ من الثقة وتعزيز التعاون ».
في الأخير، شدد حسن بلخياط على « الحاجة إلى المواكبة المقاولاتية للفاعلين في مجال الصحة على صعيد إفريقيا »، مذكرا بالتزام مكتب الدراسات بقضايا الصحة العامة وكذا الدور المحوري للقطاع الخاص في توفير المنتجات الصحية، أساسا بفضل برنامج i3، الذي أعدته وطورته ساوثبريدج وSalient Advisory وSCIDaR، وأيضا من خلال إنشاء صندوق له تأثير مهم وقوي وهو صندوق رأس المال المتداول (Working Capital) الذي تعكف ساوثبريدج على تنفيذه. وبحسب قوله، فإن « القطاع الخاص يلعب بالفعل دورا محوريا وحاسما في إفريقيا، وذلك غالبا ما تقوم به الشركات الصغرى والمتوسطة والشركات الناشئة التي نجحت في تطوير نماذج أعمال مكيفة ومناسبة لاحتياجات القارة ».
يمكنكم أن تعيشوا، من خلال مقطع الفيديو أسفله، هذه اللحظات والاستماع أيضا إلى الرسائل القوية التي عبر عنها المتدخلون وكذا عبارات الدعوة إلى التحرك والإجراءات التي ينبغي القيام بها والتي تسليمها إلى صناع القرار والقادة.